جنود إسرائيليون يراقبون تحركات وكلاء إيران في سورية.
جنود إسرائيليون يراقبون تحركات وكلاء إيران في سورية.
-A +A
«عكاظ» (إسطنبول)okaz_online@
بعد عشر سنوات على الحرب في سورية، يبدو أن تل أبيب تتجه إلى سياسة من نوع جديد حيال الجار الصعب الذي خاضت معه كل الحروب العربية.

وبحسب دراسة أعدها قسم البحوث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي حول سورية، فإن تل أبيب فضلت «الشيطان الذي تعرفه» – بشار الأسد الذي فتح الباب أمام إيران – على فرصة تغيير الواقع في سورية. ومع ذلك، فقد حان الوقت الآن لتغيير حقيقي في نهج إسرائيل بالتوقف عن الجلوس على الهامش، والاعتراف بأن سورية ستظل منقسمة، والعمل بشكل مكثف لعرقلة جهود إيران ووكلائها لتوطيد قوتهم في الساحة الشمالية بمرور الوقت.


الدراسة التي ترجمتها إلى العربية «جبهة الإنقاذ الوطني في سورية»، تشير إلى أنه لا يمكن توقع حل سياسي للأزمة طالما بقي الأسد في السلطة، إذ إن جزءاً كبيراً من الشعب السوري لا يعتبره حاكماً شرعياً، وعلامات الاحتجاج واضحة بالفعل حتى في المجتمع العلوي الذي يعاني أيضاً من النقص والجوع. وبالتالي فإن احتفاظ الأسد بالسلطة سيضمن المزيد من سنوات عدم الاستقرار ويزيد من سوء الظروف التي أدت إلى اندلاع الحرب في المقام الأول.

وأبانت الدراسة أنه تم دحض ثلاثة افتراضات إسرائيلية: الأول: أن الهجمات ستمنع التمركز العسكري الإيراني في سوريا. الثاني: أن روسيا ستساعد في الجهود المبذولة لطرد وكلاء إيران من سورية وتقليل نفوذ طهران في البلاد. ثالثاً: أن الحكومة المركزية في بلد موحد حتى تحت قيادة الأسد هي الأفضل من تقسيم السلطة. واعتبرت أنه من الأفضل لإسرائيل أن تدرك أن سورية ستبقى منقسمة طالما بقي الأسد في السلطة ولا يمكن إخراج إيران ووكلائها من البلاد. لذلك يجب على إسرائيل أن تشجع مبادرة واسعة النطاق لإزاحة الأسد من السلطة مقابل جهد دولي لإعادة الإعمار.

وإلى أن يتم إعادة تشكيل سورية، دعت الدراسة إسرائيل لأن تخاطر على المدى القصير من أجل منع إيران ووكلائها من السيطرة على سورية، وأن تكثف نشاطها في ثلاثة مجالات استراتيجية ذات أهمية حاسمة.